سؤال لا يجد إجابة في كثير من الأحيان عند الأزواج، وذلك لأن الجواب سيكون: اغفر إذا كان الذنب أو الخطأ عاديا.. ولكن قد تسبب الزوجة جراح لزوجها أثناء رحلة الحياة، وقد يكون البعض منها سهوا أو مقصودا، وقد تكون هذه الجراح طفيفة وقد تكون عميقة تخترق القلب من الداخل بحيث لا يستطيع الزمن محوها وتبقى تطارد الزوج مدى الحياة.
تختلف شخصيات الرجال بعضهم عن بعض فهناك من يتخطى الألم وينساه فعلا، والبعض يفشل في ذلك فتشتعل النار في بيت الزوجية مع أول انفعال قادم ويفرغ الزوج جراح الماضي التي لا زالت عالقة في قلبه. أما عن المسامحة فهي أنواع: فهناك من يصفح عن اقتناع وقوة، ولكن هناك من يتسامح لأنه لا يملك بديلا آخر. وهذه بعض التعليقات لأزواج توجهنا لهم بالسؤال عن المسامحة وحجمها في الحياة الزوجية:
- إن مسامحتي تعتمد بالدرجة الأولى على الخطأ الذي ارتكبته زوجتي بحقي، فإذا كان خطأ يتعرض لسمعتي وفيه إهانة لي شخصيا، كالخيانة مثلا فأنا لا أسامح وخصوصا أننا في مجتمع لا يرحم أحدا.
- أنا أسامح عن اقتناع وقوة وليس عن ضعف، وعادة يكون شرطي للغفران ألا يتكرر هذا الخطأ مهما كان صغيرا. أما بالنسبة للخيانة فأنا لا أسامح أبدا بل أفضل الانفصال فورا.
- إذا لم أسامح زوجتي على هفواتها، فأنا أحكم على نفسي أيضا بألا أحصل على المسامحة منها عندما يصدر مني خطأ ما.
- أنا أومن جدا بالمسامحة بين الزوجين وذلك للحفاظ على العائلة، فالموضوع لا يخص طرفين فقط بل هناك أطفال يجب أن أضحي من أجلهم ومن أجل مستقبلهم. أما بالنسبة للخيانة فهذا موضوع آخر ويحتاج إلى دراسة الأسباب والظروف التي أدت إلى ذلك. فربما كنت أنا السبب في تعلقها بشخص آخر.
- أنا أؤمن بالعدالة المرافقة للمسامحة، فيجب أن يتحمل الشخص المذنب نتيجة خطئه، وإلا لكان هناك تسيب في العلاقة، ولكن العقاب لا يكون جسديا بل معنويا مثل مقاطعة زوجتي لبعض الوقت حتى تتأمل في ما صدر منها وتراجع نفسها ولا تعود تكرر العمل مرة ثانية، وأنا اقبل منها أن تعاملني أيضا بعدالة إذا أخطأت في حقها.
تختلف نظرة الأشخاص للمحرمات التي تقع في دائرة كل شخص، فما يعتبره البعض خطأ صغيرا قد يكون كبيرا ولا يمكن التغاضي عنه عند البعض الآخر، فلكل شخص قاموسه ودستوره في فهم العلاقة الزوجية، ولكن يجمع الكل على أن خيانة الزوجة لزوجها أمر يحتاج الوقوف أمامه لما يسببه من جرح مميت في مشاعر الزوج.
إن للغفران قيمة عالية لا يمكن أن يختبرها سوى من مارسهه فعليا، فالغفران ليس فقط في مصلحة المخطئ، ولكنه في المقام الأول مفيد للشخص المجروح، لأن تراكم الغضب وعدم المسامحة في القلب يعطل الطاقة الإيجابية لدى الإنسان، وتغلق الأبواب أمام المشاعر الدافئة. وهذا ما يقف حائلا دون القدرة علة تقييم تصرفات شريك الحياة بشكل صحيح، فهي كالنظارة السوداء التي تحجب الرؤية الصحيحة، حتى لو حاول الشخص المخطئ تصحيح ما أفسده. ومن منا ينكر أن لكل شخص أخطاؤه وهفواته؟
الأربعاء سبتمبر 03, 2008 7:26 pm
